ركِبْنا وقدْ جدَّتْ جَدادِ ولا ترى ... منَ القومِ إلاّ مُحْمِشَ الجَرْدِ حامِيا
نَزائعَ من أولادِ أعوجَ قلّما ... تَزالُ إلى الهَيجا صباحاً غواديا
بأُسدٍ على أكتافِهنَّ إذا عصوا ... بأسيافِهمْ كانوا حتوفاً قواضيا
وما يأتلي منْ كانَ منّا وراءَنا ... لحاقاً وما نحنو لمنْ كانَ تاليا
فلمّا لحقْناهمْ شددْنا ولمْ يكنْ ... كِلامٌ وجرَّدْنا الصَّفيحَ اليَمانيا
هوى بينَنا رِشْقانِ ثُمّتَ لمْ يكنْ ... رِماءٌ وألقى القوسَ من كانَ راميا
وكانَ امتِصاعاً تحسِبُ الهامَ تحتَهُ ... جنى الشَّرْيِ تُهويهِ السيوفُ المهاويا
فدُرْنا عليهم ساعةً ثمَّ خبَّبوا ... عباديدَ يعدُونَ الفِجاجَ الأقاصيا
وأسيافُنا يُسْقِطْنَ من كلِّ مَنكِبٍ ... وحبلٍ ويُذْرِينَ الفَراشَ المَذاريا