وجَدّاءَ مِجْرازٍ تَخالُ سرابَها ... إذا اطَّردَ البيدُ السِّباعُ العواديا
عميقةِ بينَ المنهلَيْنِ دليلُنا ... بها أن نؤمَّ الفرقدَ المُتصابيا
إذا الليلُ غشّاها كسوراً عريضةً ... تغنَّتْ بها جِنُّ الخلاءِ الأغانيا
قطعتُ إلى مجهولِ أخرى أنيسَها ... بخُوصٍ يُقلِّبْنَ النِّطافِ الهَواميا
نَشُجُّ بهنَّ البِيدَ أمّاً وتارةً ... على شرَكٍ نرمي بهنَّ المَراميا
إذا قالَ عاجٍ راكبٌ زلجَتْ بهِ ... زَليجاً يُداني البرزخَ المُتماديا
فداءٌ لركْبٍ من نُميرٍ تداركوا ... حنيفةَ بالنِّشّاشِ أهلي ومالِيا
أصابوا رجالاً آمنينَ وربّما ... أصابَ بريئاً حُرْمُ منْ كانَ جانيا
فلمّا سعى فينا الصريخُ وربّما ... بلبَّيْكَ أنجدْنا الصريخَ المُناديا