شعب الايمان (صفحة 7678)

الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَهُوَ بَابٌ فِي الْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] وَقَالَ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] وَقَالَ فِي صِفَةِ نَفْسِهِ: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18] وَقَالَ: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9] وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي أَمَرَ فِيهَا بِالْعَدْلِ فِي الْحُكْمِ، والْكَيْلِ، وَالْمِيزَانِ، وَالشَّهَادَةِ، قَالَ: فَوُصِفَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالْقِسْطِ، وَهُوَ الْعَدْلُ، وَأَمَرَ عِبَادَهُ وَوَصَّاهُمْ فِيمَا يَتَعَامَلُونَ بِهِ بِمُلَازَمَتِهِ وَالِانْتِهَاءِ إِلَى مَا يُوجِبُهُ آلَةُ الْعَدْلِ الْمَوْضُوعَةِ بَيْنَهُمْ مِنَ الْكَيْلِ، وَالْمِيزَانِ، فَثَبَتَ بِهَذَا كُلِّهِ أَنَّ الْعَدْلَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الْأَحْكَامِ وَعَامَّةِ الْمُعَامَلَاتِ مِنْ فَرَائِضِ الدِّينِ، فَأَمَّا مَا اتَّصَلَ بِغَيْرِ الْحُكْمِ فَالنَّاسُ كُلُّهُمْ مَأْمُورُونَ بِأَنْ يُنْصِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ نَفْسِهِ، فَلَا الطَّالِبُ يَطْلُبُ مَا لَيْسَ لَهُ، وَلَا الْمَطْلُوبُ يَمْنَعُ مَا عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَعْفُوَ بِهِ، وَأَمَّا مَا اتَّصَلَ مِنْهُ بِالْحُكْمِ فَجُمْلَتُهُ أَنَّ الْحَاكِمَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَّبِعَ هَوَاهُ وَلَا يَتَعَدَّى الْحَقَّ إِلَى مَا سِوَاهُ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015