شعب الايمان (صفحة 2028)

وَمِنْهَا أَنَّ مَنْ أَخَذَ فِي سُورَةٍ مِنْهُ لَمْ يَتَجَاوَزْهَا إِلَى غَيْرِهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَكْمِلَهَا، وَمِنْهَا أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتِمَّ الْخَتْمُ لَهُ بِإِطْلَاقٍ اسْتَوْفَى الْحُرُوفَ الْمُخْتَلَفَ فِيهَا، فَلَا يَبْقَى عَلَيْهِ حَرْفٌ يُثْبِتُهُ قَارِئٌ مِنْ أَعْلَامِ الْقُرَّاءِ لَمْ يَقْرَأْهُ، وَمِنْهَا أَنْ يَقْرَأَ فِي كُلِّ سُورَةٍ مَا خَلَا سُورَةَ التَّوْبَةِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَيُحَافِظَ عَلَى ذَلِكَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَشَدَّ مِنْ مُحَافَظَتِهِ عَلَيْهِ فِي غَيْرِهَا، بَلْ لَا يُخِلُّ بِهَا فَيَكُونُ قَدْ تَرَكَ الْآيَةَ الْأُولَى مِنْهَا، وَمِنْهَا أَنْ يَعْرِفَ كُلَّ سُورَةٍ جَاءَ فِي فَضْلِهَا أَثَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًا، وَلَا يَدَعَ قِرَاءَتَهَا فِي وَقْتِ وُرُودِ الْخَبَرِ بِفَضْلِ قِرَاءَتِهَا فِيهِ، وَمِنْهَا أَنْ يَسْتَشْفِيَ قَارِئُ الْقُرْآنِ بِمَا يُحْسِنُهُ مِنْهُ، وَيَتَبَرَّكَ بِقِرَاءَتِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ مَرِيضًا وَحَزِينًا وَخَائِفًا وَمُقِيمًا وَمُسَافِرًا رُقْيَةً وَغَيْرَ رُقْيَةٍ، وَيُتْبِعَهُ بِالدُّعَاءِ وَالْمَسْئَلَةِ. وَمِنْهَا أَنْ يَفْرَحَ بِمَا أتَاهُ اللهُ مِنَ الْقُرْآنِ فَرَحَ الْغَنِيِّ بِغِنَاهُ وَذِي السُّلْطَانِ بِسُلْطَانِهِ، وَيَسْتَعْظِمَ نِعْمَةَ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ بِهِ وَيَحْمَدَهُ عَزَّ اسْمُهُ عَلَيْهِ، وَمِنْهَا أَنْ لَا يُبَاهِيَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ قَارِئًا غَيْرَهُ، وَمِنْهَا أَنْ لَا يَقْرَأَ فِي الْأَسْوَاقِ وَالْمَجَالِسِ لِيُعْطَى فَيَسْتَأْكِلُ الْأَمْوَالَ بِالْقُرْآنِ، وَمِنْهَا أَنْ لَا يَقْرَأَ فِي الْحَمَّامِ وَالْمَوَاضِعِ الْقَذِرَةِ، وَلَا فِي حَالِ قَضَاءِ الْحَاجَتَيْنِ، وَمِنْهَا أَنْ لَا يَتَعَمَّقَ فِي الْقُرْآنِ فَيُقَوِّمَهُ تَقْوِيمَ الْقَدَحِ، وَيَتَحَرَّى أَنْ لَا يُفَاوِتَ مَدَّةً مَدَّةً وَلَا هَمْزَةً هَمْزَةً وَأَنْ لَا يُخْرِجَ الْحُرُوفَ إِلَّا مِنْ جَمِيعِ مَخْرَجِهِ فَيَكُونُ الْأَلْفَاظَ عِنْدَ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ كَمَا يُلَاكُ الطَّعَامُ،، وَمِنْهَا أَنَّ الْجَمَاعَةَ إِذَا اجْتَمَعُوا فِي مَسْجِدٍ أَوْ غَيْرِهِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَمْ يَجْهَرْ بِهِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ جَهْرًا يَكُونُونَ فِيهِ مُتَخَالِجِينَ مُتَنَازِعِينَ، وَهَذَا فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ وَالْخُطْبَةِ، وَأَمَّا فِيهَا فَالْإِمَامُ يَقْرَأُ وَيُنْصِتُ الْمَأْمُومُ لَا يَجْهَرُ بِهِ مِنْهُ، وَإِنْ قَرَؤُوا خَلْفَهُ لَمْ يَجْهَرُوا بِهِ، وَلَمْ يَزِيدُوا عَلَى أَنْ يُسْمِعُوا أَنْفُسَهُمْ، وَلَا يَقْرَأْ أَحَدٌ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ إِذَا كَانَ يَسْمَعُهَا شَيْئًا، وَإِنْ قَرَأَ أَحَدٌ لِجَمَاعَةٍ لَا فِي صَلَاةٍ جَهْرًا أَنْصَتَ لَهُ الْبَاقُونَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ مُصَلٍّ فَلَا يُنْصِتْ، وَمِنْهَا أَنْ لَا يُحْمَلَ عَلَى الْمُصْحَفِ كِتَابٌ آخَرُ وَلَا ثَوْبٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُصْحَفَانِ فَيُوضَعَ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ فَيَجُوزُ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015