لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (?).
قال شيخ الإسلام: من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم، ويدعوهم ويسألهم كَفَر إجماعًا. ونقله عنه غير واحد من أهل العلم مقرين له.
وقال ابن القيم: ومن أنواع الشرك طلبُ الحوائجِ من الموتى والاستغاثةُ بهم، والتوجهُ إليهم، وهذا أصل شركِ العالم، فإن الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، فضلًا لمن استغاث به، أو سأله أن يشفع إلى الله، وهذا من جهله بالشافع والمشفوعِ عنده، فإن الله سبحانه لا يشفع عنده أحدٌ إلا بإذنه، والله سبحانه لم يجعل سؤال غيره سببًا لإذنه، وإنما السبب لإذنه كمالُ التوحيد .. » (?).
عباد الله إن صحةَ المعتقد شرط في المغفرةِ ودخول الجنة: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} (?)، {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (?).
وإن فساد المعتقد وانتشار البدع في مجتمعات المسلمين معوِّق من أهم معوقات النهوض ببلاد المسلمين، ولن يستكمل المسلمون أسباب النصر حتى تصفو عقائدهم، ويصدقوا في إخلاصِ العبادة لله وحده لا شريك له. تلك خلاصة دعوة الرسل عليهم السلام وما أوحى الله به إليهم: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} (?).