إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..
أيها المؤمنون والمؤمنات وقد سبق الحديث عن مقدمات وروادع فاحشة الزنا، تلك التي يكفي أن الله قال في شأنها: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} (?).
وعدَّها العلماء من أكبر الكبائر الثلاث، الكفر، ثم قتل النفس بغير الحق، ثم الزنا كما رتبها الله في قوله: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ .. } (?).
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قُلتُ: «يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم منك، قلت ثم أي؟ قال: أن تزني بحليلة جارك». قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولهذا الترتيب وجه معقول، وهو أن قوى الإنسان ثلاث: قوة العقل، وقوة الغضب، وقوة الشهوة (?).
هذه الفاحشة التي ترفضها الفطر والعقول السليمة، ويأنف منها غير الآدميين