إن ذلك يستدعي ضبط النفس بحدود الشرع، وقصرها على الحلال، وإن كان صعبًا على النفس أحيانًا، وكفها عن الحرام حتى وإن كان سهلاً بل محببًا، فشهوة ساعة ينبغي ألا تورث الذل إلى ما لا نهاية.
ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه - وهو يبين الفرق بين الحق والباطل
- (الحق ثقيل مريء، والباطل خفيف وبي، ورب شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً).
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لولا ثلاث لصلح الناس، شحٌ مطاع، وهوى مُتبع، وإعجاب المرء بنفسه).
وتأملوا كذلك مقولة أبي حازم- رحمه الله- إن كنت تريد العلاج والمخرج من مأزق الشهوات والشبهات، يقول: شيئان إذا عملت بهما أصبت بهما خير الدنيا والآخرة، . قيل: ما هما؟ قال: (تحمل ما تكره إذا أحبه الله، واترك ما تحب إذا كرهه الله) (?).
أيها المسلمون، احذروا اتباع الهوى، واتخاذ آلهة من دون الله فتقعوا في محذور قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} (?).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ليأتين على الناس زمانٌ يكونُ هم أحدهم فيه بطنه، ودينهُ هواه.
واحذروا، أيها الإخوة، من كل ناعق ومنافق، أولئك الدعاة على أبواب جهنم، من أجابهم، قذفوه فيها .. الذين يُحَسِّنون الباطل للناس فيعرضونه بصورة مغرية، والله أعلم بما يكتمون، ويصورون الحق بصورة مشوهة، والله