شعاع من المحراب (صفحة 3591)

الذي لا يريدون السلام، وإن ردوا فبنوع من البخل والكبر .. قد لا يسمع المسلم فيقع في نفسه شيء، وقد يسمعه لكن بكلمة مختصر .. أو بتعابير للوجه سيئة .. وقد يشير برأسه أو بيده .. متكبرًا عن الرد بلسانه والترحيب بكلماته.

كل ذلك خلاف هدي الإسلام في التأليف والمواساة بين المسلمين، وخلاف هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يبدأ من لقيه بالسلام، وإذا سلم عليه أحد رد عليه مثل تحيته أو أفضل منها، وعلى الفور دون تأخير .. إلا لعذر كصلاة أو قضاء حاجه، وكان يسمع المسلم رده عليه، ولم يكن يرد بيده ولا رأسه ولا أصبعه، إلا في الصلاة (?).

ومن الأخطاء الشائعة في السلام استبدال تحية الإسلام بغيرها كأن يبتدئ المسلم بالقول (صباح الخير، أو مساء الخير) أو نحوها من عبارات لا ترقى إلى مقام (السلام عليكم) ولا يؤجر صاحبها كما يؤجر على البدء بالسلام .. ومثل ذلك الاكتفاء بهز الرأس أو الإشارة باليد دون السلام ..

وخطأ آخر في رد السلام حين تستبدل (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) بأهلًا أو مرحبًا .. أو نحوها .. مما لا تفي بحق المسلم، ولا تصل إلى مرتبة (وعليكم السلام) إن بإمكانك أخي المسلم أن تضيف ما تشاء من عبارات التحية والتقدير والثناء والدعاء .. لكن بعد الإتيان بالواجب (وعليكم السلام).

أخي المسلم لا تحرم نفسك الأجر .. ولا تبخل على أخيك بمزيد الدعاء .. وحين تقول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فقد خزن ثلاثين حسنة .. وكلما أقللت قلت الحسنات، فالسلام عليكم بعشر .. وفرق بين عشر وثلاثين.

وإذا جاد عليك أخوك بالسلام بالثلاثين .. فلا تبخل عليه في الرد بما دون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015