ليس ذلك فحسب بل شاء الله وقدر أن يبقى قرين الجن مع قرين الملائكة مصاحبين لنا ما بقيت حياتنا «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة .. » الحديث.
وفي حديث آخر: «ما منكم من أحد إلا ومعه شيطان، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم» (الحديثين رواهما مسلم، وأحمد للأول (?).
لقد توعد الشيطان الرجيم بإغوائنا، وتهيأ وجنوده ليقعدوا لنا بأطرق الخير كلها {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17).
وأخبرنا المولى جل جلاله - وخبره صدق بعداوة الشيطان لنا فقال: {إنه لكم عدو مبين} [البقرة: 168].
وأرشدنا سبحانه إلى المخرج من عداوته باتخاذه عدوًا {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6].
ليس يكفي أن نعلم عداوته وكفى، وليس يجدي أن نلعنه بألسننا وهو يتلاعب بعقولنا، ولقد كان الفضيل بن عياض رحمه الله يقول: يا كذاب يا فقير، اتق الله ولا تسب الشيطان في العلانية وأنت صديقه في السر (?).
يا أخا الإسلام واحذر غاية الحذر أن تكون من نصيب الشيطان الذين اختصهم فقال: {لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ