4/ 3/ 1428 هـ
الحمد لله علّم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أعلى من شأن العلم ورفع منزلة العلماء فقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب}.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان أول ما نزل عليه {اقرأ باسم ربك الذي خلق} وأوحى إليه ربَّه {وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا} اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم ونفسي - معاشر المسلمين - بتقوى الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا.
أخوة الإسلام .. حين يكون الحديث عن العلم والمعرفة والكتاب ومعارضه فلابد من توطئة تقول: نحن أمة العلم ومحطة العلماء، فمنذ أشرق نور الإسلام بـ {اقرأ} والمسلمون وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم يقرؤون لكن باسم ربِّهم لا باسم (يغوث، ويعوق، ونسرًا) وغيرهم ممن أضل كثيرًا، ولم ينفع فتيلًا للقلم ظل في حضارتنا، فبه عُلِّم الإنسان ما لم يعلم، وبه أقسم الباري تعظيمًا وتأكيدًا {ن والقلم وما يسطرون} العلم زادنا ومحل دعائنا {وقل رب زدني علمًا} والعلماء الربانيون تيجان ورموز فوق هامتنا {يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.
وحين يكون الحديث عن الثقافة فنحن من وعى الثقافة وحررها ونقاها ثم صدَّرها، في وقت كانت الثقافة نصوصًا تحفظ أو ممارسات خاطئة تقسِّم الشعوب طبقات، وتورثها بهذه الطبقية ظلمًا وعدوانًا وإرهابًا وإقصاءً.