والكاذبين، واللهُ تعالى يدعونا للصدقِ وهوَ أصدقُ القائلين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (?)، ويحذرنا من الكذب ويقول: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (?).
5 - الدفاعُ عنْ عِرْضِ المسلم .. وقعَ في قصةِ كعبٍ ما يُذكِّرنا بنموذجينِ للتعاملِ مع الخطأ والتقصير، أما النموذجُ الأولُ فهوَ المستعجلُ بالحكمِ المصدرُ للتُّهم، وما أسهلَ هذا على بعضِ الناسِ، وما أعظمهُ عندَ الله، والرسولُ صلى الله عليه وسلم يُحذرُ ويقول: «كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرام؛ دمهُ ومالهُ وعِرْضُه».
أما النموذج الثاني فهوَ المتريِّثُ بالحكمِ المدافعُ عن عِرْضِ أخيه إذا اعتُديَ عليهِ بغيرِ حقٍّ، وما أحوجَ مجالسَنا لمثلِ هؤلاء، وأولئكَ يستحقونَ العتقَ منَ النار، كما قال صلى الله عليه وسلم: «منْ ذبَّ عنْ عِرْضٍ أخيهِ بالغَيْبِة، كانَ حقًا على اللهِ أنْ يعتقَهُ منَ النار» (?).
والنموذجانِ يَظْهرانِ بجلاءٍ في قصةِ كعب، فحينَ سألَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنْ كعبٍ حينَ بلغَ تبوكَ، قالَ رجلٌ منْ بني سلمة: يا رسول الله، حبسه بُرادهُ والنظرُ في عطفَيْه، فقالَ لهُ معاذُ بنُ جبل: بئسَ ما قلتَ، واللهِ يا رسولَ الله، ما علمْنا عليه إلا خيرًا (?).
ومعَ ذلكَ، وفيما يخصُّ الرجلينِ المتحدثينِ عن كعبٍ حينَ تخلَّف، قالَ ابنُ حجر: وفيهِ جوازُ الطعنِ في الرجلِ بما يغلبُ على اجتهادِ الطاعنِ عن حميَّةٍ