شعاع من المحراب (صفحة 2705)

وقريشٌ الوثنيّةُ كانت في وجهِها الآخَرِ متطرِّفةً في الدين حين ألزمتْ نفسَها بتشريعاتٍ لم يأْذنْ بها اللهُ، وخصَّت نفسَها بخصائصَ وابتدعت (الحُمْسَ) وما أدراك ما الحُمْسُ؟

قال أهل اللغة: الحُمْس: قريشٌ؛ لأنهم كان يتحمَّسونَ في دينِهم، أي: يتشدَّدون (?).

وروى ابنُ سعدٍ في الطبقات: «التحمُّس أشياءُ أحدثُوها في دينِهم، تحمَّسوا فيها، أي: شدَّدوا على أنفسِهم فيها» (?).

ومن الجاهلياتِ الأولى إلى الجاهلياتِ المعاصرةِ حيث لا يكتفي أهلُها بالتُّهم الباطلةِ بل يمارِسونَ القتلَ والحصارَ بكلِّ أشكالِه الماديةِ والمعنويةِ، وتجتمعُ وتتحالفُ قُوى الكفرِ كلُّها -اليومَ من يهودَ ونصارى وشيوعيين وهندوسٍ ووثنيين على حربِ المسلمين وإبادتِهم، ويَمكُرون ويمكرُ الله.

ولم يكن تطرُّفُ قريشٍ في الحجِّ وحدَه، بل إن تسييبَ السوائب، وهي ما يُسيِّبونَه من الأنعامِ لآلهتِهم إن شُفِيَ لهم مريضٌ أو قُضِيتْ لهم حاجةٌ، وجَعْلَ (البحَيرة) و (الوَصيلة) و (الحامِ) من معتقَداتٍ لم يأذنْ بها الله تطرُّفٌ قرشيٌّ أنكره القرآنُ {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} (?).

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015