شعاع من المحراب (صفحة 2613)

إنَّ الشكرَ عبادةٌ تنبعثُ منَ القلب إقرارًا بفضلِ اللهِ وثناءً عليه وحمدًا للهِ، ثمَّ تنبعثُ الجوارحُ لاهجةً بالذِّكرِ والشكرِ، مُظهرةً فضلَ اللهِ، متحدّثةً بِنِعَمِ الله، وما أحوجَنا - جميعًا - إلى الشكرِ في كلِّ أحوالِنا، وعلى نِعَمِ اللهِ علينا {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (?)، وما أعظمَ الشكرَ إذا انبعثَ منَ القلب وصدّقتْه الجوارحُ.

المَعْلَم الثاني:

الاستغفارُ .. والاستغفارُ سنّةُ المرسلينَ ووصيّتُهمْ لأقوامِهمْ منذُ قالَ نوحٌ لقومهِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (?)، إلى أنْ نزلَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم قولُه تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (?).

والاستغفارُ جاءَ ذكرُه مرادفًا لركنَيْنِ منْ أركانِ الإسلامِ، هما: الصلاةُ والحجُّ، أمّا الصلاةُ (?) فأولُ ما يَبدأُ المرءُ بهِ بعدَ السلامِ منَ الصلاةِ قولُه: أستغفرُ اللهَ، (ثلاثًا).

وأما الاستغفارُ في الحجِّ فعنهُ قالَ تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015