إنَّ الشكرَ عبادةٌ تنبعثُ منَ القلب إقرارًا بفضلِ اللهِ وثناءً عليه وحمدًا للهِ، ثمَّ تنبعثُ الجوارحُ لاهجةً بالذِّكرِ والشكرِ، مُظهرةً فضلَ اللهِ، متحدّثةً بِنِعَمِ الله، وما أحوجَنا - جميعًا - إلى الشكرِ في كلِّ أحوالِنا، وعلى نِعَمِ اللهِ علينا {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (?)، وما أعظمَ الشكرَ إذا انبعثَ منَ القلب وصدّقتْه الجوارحُ.
المَعْلَم الثاني:
الاستغفارُ .. والاستغفارُ سنّةُ المرسلينَ ووصيّتُهمْ لأقوامِهمْ منذُ قالَ نوحٌ لقومهِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (?)، إلى أنْ نزلَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم قولُه تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (?).
والاستغفارُ جاءَ ذكرُه مرادفًا لركنَيْنِ منْ أركانِ الإسلامِ، هما: الصلاةُ والحجُّ، أمّا الصلاةُ (?) فأولُ ما يَبدأُ المرءُ بهِ بعدَ السلامِ منَ الصلاةِ قولُه: أستغفرُ اللهَ، (ثلاثًا).
وأما الاستغفارُ في الحجِّ فعنهُ قالَ تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ