شعاع من المحراب (صفحة 2360)

الوقت والإجازة (?)

الخطبة الأولى:

الحمدُ جعلَ الليلَ والنهارَ خِلْفةً لمن أراد أن يذّكر أو أراد شُكورًا، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، أقسمَ بالوقت - في أكثر من موضع من كتابهِ - وفي ذلك إشارةٌ إلى قيمتِه والعنايةِ به، فقال تعالى: {وَالْفَجْرِ، وَالضُّحَى، وَالْعَصْرِ، وَاللَّيْلِ}.

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، سطّر في سيرته جليلَ الأعمال في عُمرٍ لا يتجاوزُ الثالثةَ والعشرينَ عامًا ودعا أمتَه - في غير ما حديثٍ - إلى استثمار الأوقاتِ واستغلال الأعمارِ بما ينفع في الدنيا والآخرةِ.

اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائر الأنبياءِ والمرسلين، وارضَ اللهمّ عن أصحابِه والتابعين ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (?).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (?).

عبادَ الله: ومن جميلِ النصائحِ وجليلِ الحِكَم، كتبَ عالمٌ إلى عالمٍ آخرَ مذكّرًا بقيمةِ الزمان وحفظِ الأوقاتِ، وليس المُذَكَّر بأقلّ من المُذكِّر، ولكنّ الذكرى تنفعُ المؤمنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015