شعاع من المحراب (صفحة 2335)

من ثمرات الأمن في الأوطان وأسبابه (?)

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، منَّ علينا بنعمةِ الإيمان والأمنِ في الأوطان، والصحةِ والسلامةِ في الأبدان {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (?).

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، كلَّ يومٍ هو في شأن، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى إخوانه من الأنبياءِ والمرسلين، ورضي الله عن أصحابه والتابعينَ، ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

فأما بعد:

فاتّقوا الله أيها الناس: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (?).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (?).

هذه وصيةُ الله لكم فاعقِلوها، وهذه نعمةُ ربِّكم فاشكروها.

أيها المسلمونَ: وحين نلتفتُ إلى الماضي قليلًا نتذكرُ ما نحن فيه من نعمةٍ حديثًا، لقد كانت هذه البلادُ - كما يحدِّثُنا التاريخُ في فترةٍ من الزمن - مسرحًا للفتن والحروبِ والنَّهب والسَّلبِ، حتى مَنّ اللهُ على أهلها بظهور دعوةِ التوحيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015