الموتِ؟ إنها مراهنةُ المراهقينَ على اجتيازِ الشوارع المتقاطعةِ حتى وإن كانت الإشارةُ حمراءَ تمنعُ السيرَ، فهؤلاء يأتون بأقصى سرعةٍ مجتازينَ للشارعِ مهما كانت الخسائرُ، وكم وقعتْ نتيجةَ هذه الحركاتِ الصبيانيةِ من خسائرَ وحوادثَ مروّعةٍ، وحقُّ هؤلاء أن يُمنَعوا من القيادةِ، وأن تُصادرَ سياراتُهم إلى الأبد ليكونوا عبرةً لغيرهم.
وعلى صعيدٍ آخرَ، وفي تحليلٍ أصدرته قواتُ أمنِ الطُّرقِ جاءَ فيه: تَجاوزُ السّرعةِ النظامية، وعدمُ الاهتمامِ بسلامةِ الإطاراتِ على رأس أسبابِ الحوادثِ في المملكةِ، وقد جاءتْ محصّلةُ الحوادثِ لعام 1420 هـ تحمل الإحصاءات التاليةَ:
(5179) حادثًا مروريًّا، منها (1800) حادثِ انقلاب، (1775) حادثِ تصادم، وأشارَ التقريرُ إلى أن عددَ المصابينَ بهذه الحوادث (2642) سعوديًّا، وغيرَ سعوديّ (1721)، وعددُ الوفيات لعام 1420 هـ بلغت (536) (?).
وفي إحصائيةٍ لمنطقة القصيم لعام 1420 هـ بلغ عددُ المصابين (1166)، وعددُ الوفيات (176).
إن هذه الإحصاءاتِ وغيرَها تدعو للتأمّلِ واليقظةِ، والتعاونِ فيما من شأنه وجودُ (جيلٍ مروريّ واعٍ)، فتلك مسئوليتُنا جميعًا .. ولكنّ جهاتِ الأمنِ عليها كِفْلٌ كبيرٌ من المسئولية، فلا بد أن تنتهي إلى قراراتٍ حاسمةٍ ومتابعاتٍ جادّةٍ تضعُ حدًّا للمتهورينَ، وتأخذُ بيدٍ من حديد على كلّ من يعبثُ بالأمنِ أو يتسامحُ في أرواحِ أو ممتلكاتِ الآخرين، وفي كلّ عامٍ نسمعُ عن ملتقىً أو أسبوعٍ للمرورِ - ولكننا نتطلّعُ إلى حلولٍ جذريةٍ وخططٍ واعيةٍ للسلامة، وأنماطٍ