شعاع من المحراب (صفحة 1189)

{إن زلزلة الساعة شيء عظيم} (?).

وما تذهل المرضعةُ عن طفلها وفي فمه ثديُها إلا للهول لا يدع بقيةً من وعي .. كيف لا والمشهدُ يصورها لذهولها وكأنها تنظر ولا ترى، وتتحركُ ولا تعي، وهذا الذي ذُهلت عنه أحبُّ الناس إليها، وهي أشفق الناس عليه ..

أما الحوامل فتُسقط حَملها قبل تمام مِدتها لشدة الهول، والناسُ كلُّهم لهولِ الصدمة وشدة الأمر كالسكارى قد دهشت عقولُهم، وغابت أذهانُهم .. وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.

روى الترمذيُّ بسنده عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} (?) قال: أُنزلت عليه هذه الآية وهو في سفر، فقال: ((أتدرون أي يومٍ ذلك؟ )) قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: ((ذاك يوم يقول اللهُ لآدم: ابعث بعثَ النار قال: يا ربِّ وما بعثُ النار؟ قال: تسعمائة وتسعةٌ وتسعون إلى النار، وواحدٌ إلى الجنة)) فأنشأ المسلمون يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قاربوا وسددوا، فإنها لم تكن نبوةٌ قطُّ إلا كان بين يديها جاهليةٌ))، قال: ((فيُؤخذ العددُ من الجاهلية، فإن تمَّت وإلا كملت من المنافقين، وما مثلكُم ومثلُ الأمم إلا كمثلِ الرقمةِ في ذراع الدابة وكالشامةِ في جنب البعير))، ثم قال: (?) (إني لأرجو أن تكونوا ربعَ أهل الجنة)) فكبروا، ثم قال: ((إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة))،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015