واعتقاده الجازم بأن المستقبل غيبٌ لا يعلمه إلا علام الغيوب {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}، ومعرفته بأن الطيرة والتشاؤم نوعٌ من السحر، كما قال صلى الله عليه وسلم: «العيافة والطرق والطيرة من الجبت» (?).
والجبت هو السحر عند جمع من أهل العلم، ووجه كون العيادة والطرق والطيرة سحرًا، لما فيها من دعوى علم الغيب، ومنازعة الله تعالى في ربوبيته .. إضافة إلى أن بعضهم يعتقد أن تلك الأشياء تنفعُ أو تضر بغير إذن الله تعالى (?).
ومن أعظم ما يدعو المسلم للبعد عن التشاؤم والتطير خوفه من الشرك إذ هي بابٌ من أبوابه وطريقٌ موصلٌ إليه، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: «الطيرة شرك، الطيرة شرك» الحديث (?).
وورد في حديث آخر: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك» قالوا فما كفارة ذلك قال: «أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا خيرك ولا إله غيرك» (?).
يقول ابن القيم رحمه الله: فالطيرة بابٌ من الشرك وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته يكبر ويعظم شأنها على من أتبعها نفسه واشتغل بها وأكثر العناية بها،