إن المعتنق لهاتين النظريتين النقديتين يجد نفسه في نهاية الأمر أمام مأزقين خطيرين:

أما المأزق الأول: فهومأزق ((عَقَدي))، يتمثل في ((أَنْسَنَة الدين))؛ أي ((إرجاع الدين إلى الإنسان وإحلال الأساطير محل الدين)) (?). وقد قام البعض بالفعل بهذه ((الأنسنة))؛ أي ((أنسنة الدين، وتطبيق المبادئ النقدية الوافدة على النصوص المقدسة)) (?). بل تعدى الأمر لما أخطر من ذلك؛ فالقول بما يسمى عند التفكيكيين بـ ((موت المؤلف)) قاد إلى ((رفض وجود الله ذاته وثالوثه: العقل والعلم والقانون)) (?).

أما المأزق الثاني: هومأزق ((فهم النص)). لقد اكتشف البنيويون أنفسهم في نهاية المطاف ((بعد كل الرفض لكل المدارس السابقة، وبعد دعاوى علمية النقد، أن البديل البنيوي، وهوالنموذج اللغوي، فشل في تحقيق الدلالة أوالمعنى. لقد انشغلوا ـ في حقيقة الأمر ـ بآلية الدلالة، ونسوا ماهية الدلالة. انهمكوا في تحديد الأنساق والأنظمة وكيف تعمل، وتجاهلوا الـ ((ماذا يعني النص؟)))) (?). لقد تحولت البنيوية إلى ((تدريب لغوي يتوقف عند تحديد العلاقات بين العلامات، والبنى المكون للنص، وكيف تعمل، دون كثير اهتمام بالمعنى)) (?). ومما يقره أيضا د. عبد العزيز حمودة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015