ـ وقال عند قول أبي تمام:

لَورَأَينا التَّوكيدَ خُطَّةَ عَجزٍ ... ما شَفَعنا الأذانَ بِالتَّثويبِ [بحر الخفيف]

((.. ((التثويب)): الدعاء الثاني، من قولهم: ((ثَوَّبَ الرجلُ بأصحابه؛ إذا دعاهم مرة بعد مرة، وأصله من ((يثوب))؛ إذا رجع، وقال قوم: أصل التثويب من الثوب ... ثم كثر ذلك حتى سُمي كل دعاء تثويبا)) (?).

وكان التبريزي ينبه على استخدام المحدثين، وتطور اللغة عندهم:

قال أبوتمام:

فَأُقسِمُ لَوسَأَلتِ دُجاهُ عَنّي ... لَقَد أَنباكِ عَن وَجدٍ عَظيمِ [بحر الوافر]

((هكذا يروى على توحيد ((الدجى))، والمعروف أنها جمع ((دُجْية))، ولكن المحدثين يستعملونها في المعنى الواحد، وذلك جائز على معنى الجنس)) (?).

وقد سبق أن ذكرنا أن ((مظاهر التطور الدلالي ثلاثة: تخصيص الدلالة، وتعميم الدلالة، وتغيير مجال استعمال الكلمة؛ أي: أن معنى الكلمة يحدث فيه تضييق أواتساع أوانتقال، فهناك تضييق عند الخروج من معنى عام إلى معنى خاص، وهناك اتساع في الحالة العكسية، أي عند الخروج من معنى خاص إلى معنى عام ... وهناك انتقال عندما يتعادل المعنيان، أوإذا كانا لا يختلفان من جهة العموم والخصوص، كما في حالة انتقال الكلمة من المحل إلى الحال، أومن السبب إلى المسبب، أومن العلامة الدالة إلى الشيء المدلول عليه ... ولسنا في حاجة إلى القول بأن الاتساع والتضييق ينشآن من الانتقال في الأغلب الأحيان، وأن انتقال المعنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015