وهذا ما يمكن أن نسميه بالتماسك السياقي الذي عبر عنه عبد القاهر الجرجاني بقوله: ((أن لا نظم في الكلم ولا ترتيب، حتى يُعلَّق بعضها ببعض، ويبنى بعضها على بعض، وتجعل هذه بسبب من تلك)) (?).

وقد صرح التبريزي بأهمية توالي الأبيات في إيضاح بعضها بعضا فقال:

((.. ومثل هذا كثير يتفق في الشعر، يكون البيت يحتمل وجوها، فإذا سمع البيت الذي يليه قصره على واحد من تلك الوجوه)) (?).

وكثيرا ما نقرأ عند التبريزي العبارات التالية: ((والبيت الذي بعده يوضحه)) (?)، وقوله: ((وأتبع ذلك بقوله ـ البيت التالي ـ)) (?)، وقوله: ((ويقوى هذا البيت الذي بعده)) (?)، وقوله: ((والبيت الذي بعده يدل عليه)) (?)، وقوله: ((وهذا تفسير قوله ـ الأبيات التالية ـ)) (?)، وقوله: ((وقد بين الطائي غرضه بقوله ..)) (?).

ومثال ذلك:

أَلحَقنَ بِالجُمَّيزِ أَصلَكَ صاغِرًا وَالشيحُ يَضحَكُ مِنكَ وَالقَيصومُ

طَبَقاتُ شَحمِكَ لَيسَ يَخفى أَنَّها لَم يَبنِها آءٌ وَلا تَنّومُ

يا شارِبًا لَبَنَ اللِّقاحِ تَعَزِّيًا الصبرُ مَن يَقنيهِ وَالحالومُ

وَالمُدَّعي صورانَ مَنزِلَ جَدِّهِ قُل لي لِمَن أَهَناسُ وَالفَيّومُ

[بحر الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015