ـ قال أبوالعلاء: ((والإسكندر اسم ليس بعربي، ولو وافق ألفاظ العرب لوجب أن يكون اشتقاقه من ((سين وكاف ودال وراء)). وتكون الهمزة في أوله والنون زائدتين، ويجعل من باب ((احرنجم)) على المقاربة)) (?).
ـ دراسة اشتقاق الكلمة وسيلة لفهم معناها:
في مواضع كثيرة من شرح أبي العلاء كان ينبه على اشتقاق الكلمة التي يشرحها. وكان هذا الأمر ـ بلا جدال ـ وسيلة من الوسائل التي يتخذها لتوضيح ((معنى الكلمة))، والوقوف على ((دلالتها الدقيقة)).
ـ قال عند قول أبي تمام:
وَإِذ طَيرُ الحَوادِثِ في رُباها ... سَواكِنُ وَهيَ غَنّاءُ المَرادِ [بحر الوافر]
((... وسواكن من السكون، لا من السكنى التي هي الإقامة في الموضع)) (?).
ـ قال عند قول أبي تمام:
لَن يَعدَمَ المَجدَ مَن كانَت أَوائِلُهُ ... مِن آلِ كِسرى البَهاليلُ المَراجيحُ [بحر البسيط]
((البهاليل: جمع بهلول (...) والاشتقاق يدل على أن البهلول الذي أبهل وشأنه، لا يعترض عليه)) (?).
وقد نبه العلامة ابن جني إلى أهمية البحث الاشتقاقي للكلمة للوقوف على المعنى الدقيق لها، فقد عقد بابا أسماه ((باب في تداخل الأصول الثلاثية والرباعية والخماسية))، قال فيه: ((نعم, وقد يعرض هذا التداخل في صنعة الشاعر فيرى أو يُرِي أنه قد جنَّس وليس في الحقيقة تجنيسًا وذلك كقول القطامي:
. ... مستحقبين فؤادًا ما له فاد [بحر البسيط]