وقد قامت هذه ((المعرفةُ السابقةُ بالبنى الموجودة في اللغة عند أبي العلاء)) بعدة وظائف، منها التالي:

1ـ معرفة الألفاظ ذوات ((البنى المستنكرة)):

قال أبوالعلاء: ((.. و ((الأَنْدَلُس)) بناء مستنكر إن فتحت الدال وإن ضمت. وإذا حملت على قياس التصريف، وأجريت مجرى غيرها من العربي فوزنها ((فَعْلَلُل)) (?)

،

وهذا بناء مستنكر، ليس في كلامهم مثل: سَفْرَجَل ولا سَفْرَجُل)) (?).

2ـ من خلال معرفة أبي العلاء بهذه ((الأبنية)) ومعرفة ((المستعمل)) منها و ((غير المستعمل)) قام بتوجيه ((البنى)) التي قد تبدو شاذة وغريبة عند أبي تمام.

قال أبوالعلاءعند قول أبي تمام:

بِالقائِمِ الثامِنِ المُستَخلَفِ اِطَّأَدَت قَواعِدُ المُلكِ مُمتَدًّا لَها الطِّوَلُ [بحر البسيط]

((ينبغي أن يكون اشتقاق ((اطّأَدَتْ)) من ((الطَّوْد))، بني على

((افتَعَلت)) من ذلك، فقيل: ((اطَّأدَت)) ثم همزت للضرورة؛ لأن تاء ((الافتعال)) إذا كان قبلها طاء قلبت إليها، وليس في كلامهم ((الطَّاد)) بالهمز، وإنما قالوا: وطد، ولوبُنى ((افتعل)) من وَطَدَ لقيل: ((اتَّطَدَ)) ... ولوبُنِى ((افتعل)) من الطادي لقيل

((اطَّدَى))، ويجوز أن يكون الطائي سمع ((اطأد)) في شعر قديم فاستعمله)) (?).

3ـ وكانت أيضا بمثابة ((قواعد محكمة)) تُوجِبُ أن يكون أيُّ اشتقاق للفظةٍ محكوما ومقيدا بما هوموجود ومسموع من البنى والأوزان الصرفية التي سمعت عن العرب، كما أنها كانت وسيلة لمعرفة العربي من الألفاظ من غير العربي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015