قال الأصمعي: وإنما يُعلم الفارس، فيلبس ما يُشتهر به نفسه، ليراه الناس فيُعرف مكانه، لأنه لا يفر

عند اللقاء، وقال: إن حمزة - رضي الله عنه - كان معلماً يوم أُحد بريشة نعامة، كانت في صدره

ليُعرف مكانه، فكان أسد الله وأسد رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكان الفارس والراجل يتعجبان

من صنيع حمزة - رضي الله عنه - وهو يفري الفري فمن ثم سمي أسد الله.

وعندَ رسولِ اللهِ قامَ ابنُ حابسٍ ... بخُطّة سَوّار إلى المَجد حازم

لهُ أطلقَ الأسرىَ التي في حِبالهِ ... مَغَلّلَةً أعناقُها في الأداهِمِ

كفى أمهات الخائفينَ عليهم ... عَلاء المُفادي أو سهامَ المُساهمِ

قال أبو عثمان: قال الأصمعي، قال اليربوعي، حدثني الشرقيّ بن القُطامي عن الكْلبي، أنّ الأقرع

بن حابس كلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحاب الحجرات، وهم من بني عمرو بن

جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، وقال: يا رسول الله، ارْدُدْ سبايا قومي، وأنا أحمل الدماء، قال:

فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - السبي وحمل الأقرع الدماء عن قومه. قال: ففي ذلك يقول

الفرزدق وهو يفخر على بني نهشل، وبني فُقيم بن دارم، وجرير - وهو فُقيم وقيس ابن مالك

ومعاوية بن مالك، قال: وهما الكُردوسان -:

وعندَ رسولِ الله إذْ شَدّ قَبضَهُ ... ومُلئ مِنْ أسرىَ تميم أداهمُهْ

فككنا عَنِ الأسرىَ الأداهمَ بعدَ ما ... تخَمّطَ واشتَدّتْ عليهمْ شكائمُهْ

مَكارمُ لمْ تُدركْ فُقيمٌ قَديمَها ... ولا نهشَلٌ أحجارُهُ وتَوائِمُهُ

ألمْ تعلما يا ابني رَقاشِ بأنني ... إذا اختارَ حَربي مثلُكُمْ لا أسالمُهْ

قال: وفي ذلك يقول الفرزدق أيضاً:

ومِنّا الذي أعطى الرسولُ عَطِيّة ... أسارَى تمَيم والعُيونُ دَوامِعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015