نهشل بن دارم، أغار فيه على بني الحارث بن كعب بنجران، فقتل وسبا.
قال وقتل في هذا اليوم ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل، عمرا،
ويزيد ومالكاً، بني العُزيل الحارثي، قال وفي هذا اليوم يقول ضمرة:
تركتُ بني العُزيل غيرَ فخر ... كأنّ لحاهم ثمغتْ بورسِ
هرقتُ دماءهم فشرعتُ فيها ... بسيفيَ شربَ واردةٍ لخمسِ
قال: وفي هذا اليوم يقول عبد العزيز بن جوّال بن سلامة:
ونعمَ رئيسُ القومِ عمرو يقودهمْ ... بنجرانَ إذْ لاقى لكاكاً منَ الوردِ
فجاءَ يسوقُ السبيَ منهمْ رجالهمْ ... مُغلّلةً أعناقهمْ في عُرى القِدّ
رجع إلى شعر الفرزدق.
بمختلفِ الأصواتِ تسمعُ وسطهُ ... كَرِزّ القطار لا يفقهُ الصوتَ قائلهْ
قوله بمختلف الأصوات، يريد سمونا إلى نجران بجيش فيه أصوات مختلفة، من صهيل ورغاء
وشحيج وكلام الناس، والرز الصوت الذي له دوي لا يُفهم. ورز القطا، يعني أن فرقاً من الناس فيه
ودوياً من أصواتهم.
لنا أمرهُ، لا تُعرفُ البُلقُ وسطهُ ... كثيرُ الوغا من كلّ حيّ قبائلهْ
قوله لنا أمره، يقول نحن أمراءه، وقوله لا تعرف البلق وسطه، يقول لأن البلق أشهر الخيل ألواناً،
فإذا لم تُعرف البلق فيه، فغيرها أجدر أن لا يُعرف، وذلك لكثرة أهله وخيله. قال والوغا، اجتماع
الأصوات، قال ومثل الوغا الوحا والوعا مقصور كله.
كأنّ بناتِ الحارثيينَ وسطهمْ ... ظِباءُ صريم لم تُفرّجْ غياطلهْ