وقال الفرزدق لجرير:
سمونا لنجرانَ اليماني وأهلهِ ... ونجرانُ أرضُ لم تُديّثْ مقاولُهْ
قوله سمونا يعني علونا. تُدّيث تُوطأ وتُذلل. مقاوله مُلوكه. قال: ونجران أرض بين مكة واليمن،
وكان أهلها نصارى. فلما قيل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: لا أترك بجزيرة العرب نصرانياً. أخرجهم عمر - رضي الله عنه - منها، وأقطعهم
نجران هذه التي بسواد الكوفة، التي سما لها الأقرع بن حابس، قبيل الإسلام فغنم وظفر. فافتخر
الفرزدق على جرير فقال: سمونا لنجران اليماني وأهله، يعني غزوناهم. قال اليربوعي: وقوله سمونا
لنجران اليماني وأهله، فإن المأمور أخابني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج،
أغار في بني الحارس بن كعب، على بني دارم، فأصاب امرأتين من بني زرارة بن عدس بن زيد
بن عبد الله بن دارم أمامة وزينب. قال فجمع الأقرع بن حابس بني دارم، ثم سار بهم، فأصاب نعيمة
بنت الصبان بن كعب، وابنتين لأنس بن الديّان، وقد ولدن في بني زرارة، ففخر بيوم الأقرع على
أهل نجران، وهم بنو الحارث بن كعب، وبيوم الكُلاب، وهو يوم لسعد والرباب على بني الحارث
بن كعب، وسائر مذحج، ونهد، وجرم. ففخر جرير على عدي بن الرقّاع العاملي فقال:
خيلي التي وردتْ نجرانَ ثمّ ثنتْ ... يومَ الكُلابِ بوردْ غيرْ محبوسِ
قدْ أفعمتْ واديَيْ نجرانَ مُعلمةً ... بالدار عينَ وبالخيل الكراديسَ
قال: وفخر الفرزدق أيضاً، بيوم لعمرو بن حُدير بن سلمى بن جندل بن