فررتم ولم تُلووا على مجحريكم ... لو الحارث الحراب يدعى لأقدما
وما يجمع الغزو السريع نفيره ... وأن يحرموا يوم اللقاء القنا الدما
ولو أن بسطاما أطيع بأمره ... لأدى إلى الأحياء بالحنو مغنما
ولكن مفروق القفا وابن خاله ... ألاما فليما يوم ذاك وشوِّما
ففر أبو الصهباء إذ حمس الوغى ... وألقى بابدان السلاح وسلما
وأيقن أن الخيل إن تلتبس به ... يقظ عانيا أو يملأ البيت مأتما
ولو أنها عصفورة لحسبتها ... مسومة تدعو عبيدا وأزنما
أبى لك قيد بالغبيط لقاءهم ... ويوم العظالى إذ نجوت مكلما
فأفلت بسطام جريضا بنفسه ... وغادرن في كرشاء لَدنا مقوَّما
وقاظ أسيرا هانئ وكأنما ... مفارق مفروق تغشَّين عندمَا
وقال العوام يلوم أصحاب بسطام، حين آبوا ولم يؤب معهم، وفي ابنيه يزيد وشنيف:
لو كنت في الجيش إذمال الغبيط بهم ... ما أبت قبل أبي زيق ولم يؤب
أبو زيق بسطام وزيق ابنه:
أعزز علي ولم أشهد فأمنعه ... مَدعى يزيد شنيفاً ثم لن يجب
ما يبتغي لرداف بعدُ سلهبةً ... قرواء مرخية التقريب والخبب