وبِرَحرَحانَ غَداةَ كُبّلَ مَعبدٌ ... نُكِحَتْ نِساؤكمُ بغيرِ مُهورِ
وقال جرير: ما هُجينا قط بشيء أشد علينا من قول الأخطل:
ما زال فينا رباطُ الخيلِ مُعلَمةً ... وفي كُليبٍ رِباطُ الذُلَ والعارِ
قومٌ إذا أستنبحَ الأضيافُ كَلبَهُمُ ... قالوا لأمهِمُ بولي على النّارِ
قال جرير لأمه: هجانا من وجوه شتى، أما أحدها فإنه جعل أمنا خادمنا. وأما الثاني فأمرنا إياها ...
من ضيف يتنور بها. والثالث أن تفتح فرجها. والرابع بخل بالقرى وزعم الفرزدق أنه لم يُهج بشيء
قط أشد عليه من قول جرير:
وَدّتْ سُكينَةُ أنّ مسجِدَ قَومِها ... كانت سَؤاريهِ أيورِ بِغالِ
قال الفرزدق: فوالله ما دخلت مسجداً قط، إلا ذكرت هذا من قوله، إذا نظرت إلى سؤاريه. قال
الفرزدق: ... إلا ذكرت قول جرير:
ترى بَرصاً بأسفَلِ إسكتَيها ... كَعَنفَقَةٍ الفرزدقِ حينَ شابا
وكانا يتباريان في أشعارهما، فإذا قال هذا بيتاً سائراً، قال هذا مثله. قال وذُكر أن ... بشر بن مروان
وهو بالكوفة، فلما نظر إليه بشر استرجع، فقال: أصلح الله الأمير ممَّ تسترجع؟ ... وأنا منك بين
شرّين إما أن أعطيك مالي، وإما عِرضي، ثم اعتذر إليه وأمر له بثا ...