فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر، أهل الأثر متفقون ما عندهم اختلاف، وأهل النظر كل واحد منهم يستقل برأي، لا تجدهم يجتمعون على رأي، يعني نظير ما قال الحافظ ابن كثير: اجتمع عشرة من النصارى لبحث قضية فصدروا عن أحد عشر قولاً، صدروا عن أحدى عشر قولاً، لكن أهل الأثر؛ لأن أصلهم واحد فقولهم واحد، لماذا؟ في المسائل التي لا تخضع للاجتهاد، في مسائل الاعتقاد، أما مسائل العمل المسائل العملية التي يدخل فيها الاجتهاد فقد يختلفون فيها، والاختلاف المذموم هو الاختلاف فيما لا يقبل الاجتهاد، وأما الاختلاف في المسائل التي تقبل الاجتهاد، في المسائل العملية مما حصل من الصحابة ومن بعدهم هذا اختلاف محمود، لماذا؟ لأن الإنسان على أي حال مأجور إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، ولذلك كل من كتب في الفرق في مقدمة كتابه يذكر حديث الافتراق ثم يقول: لا يدخل فيه أصحاب المذاهب الفقهية؛ لأن اختلافهم مما يسوغ فيه الاختلاف وقد حصل مثله، يعني هذا الاختلاف حصل من الصحابة تجد لأبي بكر قول، ولعمر قول، هل نقول إن هذا اختلاف أصحاب النظر؟ لا، لأن هذا الإنسان مأمور باتباع النصوص، لكن النص بفهم من؟ بفهم من لديه الأهلية للفهم، واكتملت عنده آلة النظر في النصوص ممن يستطيع أن يتعامل مع هذه النصوص على مقتضى القواعد العلمية، ويخرج لنا أو ينبت فينا ممن ينتسب لديننا نابتة الآن تقول: إن النصوص غير صالحة للاستعمال لماذا؟ لأنها تحمل وجوب، ونتدين لله على فهم من؟ قيل مثل هذا الكلام، على فهم من؟ وكنا نتبع مشايخ يأطروننا على قول واحد فبين أن أقوال كثير منها مرجوحة، ثم تبين لنا، عند من؟ حتى قال واحد: مليون فهم للإسلام، فلان يفهم، وفلان يفهم، احنا مكلفين بفهم من؟ إذن النصوص غير صالحة، نسأل الله العافية، إيش معنى هذا؟ معنى هذا أننا نتخلى عن ديننا، إذا وصلنا إلى هذا الحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015