"واستطال واجترأ" من الجرأة ولا يسلك مثل هذا المسلك إلا شخص جريء، والجرأة قد تطلب في بعض المواطن، لكنها تذم في بعض المواطن، نعم إذا كانت الجرأة لها ما يسندها، ويدل لما تقتضيه من الكتاب والسنة هذا على العين والرأس، وبعض الناس عنده جرأة، وبعض الناس عنده جبن، فالناس حيال النصوص طرفان ووسط، بعضهم عنده جرأة، وجرأة لا تستند إلى أصل هذه مذمومة، وبعض الناس عنده جرأة لكنها تأوي إلى ركن شديد وإلى أصل، يعني هل جرأة هؤلاء الكتاب الذين يتطاولون على الدين، وعلى أهله، وهم لا يعرفون مبادئ العلوم مثل جرأة شيخ الإسلام في بعض فتاويه التي نسب فيها إلى أنه خالف الإجماع، هل نستطيع أن نقول هذا؟ يعني الأئمة الأربعة وأتباعهم على قول، ثم يأتي شيخ الإسلام ويختار غيره، هذه لا شك أنها جرأة، لكنها جرأة تستند إلى أصول وإلى قواعد شرعية، وإلى نصوص وإحاطة، وبعض الناس عنده جبن، هذا إذا كان مثلاً ما يأوي إلى علم، وإلى معرفة بنصوص الكتاب والسنة، والقواعد والمصالح والمفاسد، هذا محمود، لكن إذا كانت لديه القدرة على الاختيار، ثم يجبن ويتأخر عن الاختيار هذا مذموم، ولن ينال الإمامة بحال من الأحوال، وتجدون مثل هذا في كلام أهل العلم على الأحاديث، كلام أهل العلم على الأحاديث، يعني شيخ الإسلام يصحح ويضعف ومعوله في الغالب على المتن، ثم يأتي من يأتي ويقول بخلاف قول الشيخ تبعاً للسند، ما عنده إلا السند، ما يستطيع النظر في المتون، أو يجبن أن يتكلم في أخبارٍ أسانيدها جيدة، لكن كما أن التصحيح والتضعيف يكون مسبباً عن ضعف الأسانيد، يكون أيضاً عن ضعف المتون المشتملة على مخالفة، وبعض العلماء إذا وجد أحاديث متعارضة وأسانيدها مقبولة ليس عنده من الحيلة إلا أن يقول بتعدد القصة، يعني صلاة الكسوف مثلاً جاءت على صور، يعني ما حصلت إلا مرة واحدة في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن بعض الناس يقول: هذه الصور جاءت في صحيح مسلم، إذن تعددت القصة، ولو قال أهل السير: أن الكسوف ما حصل إلا مرة واحدة من باب صيانة الصحيح، وصيانة الرواة الثقات عن التوهيم، فبعضهم يجزم، شيخ الإسلام في هذا المقام أبداً قال: الكسوف ما حصل إلا مرة واحدة وقال: إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015