الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا يقول: في الدرس الماضي الشطر:
حي عليم قادر موجود ... قامت به الأشياء والوجود
يقول: قلنا في الدرس الماضي: أنه يجوز النصب، فما وجهه؟
ما قلنا هذا، الأصل أنها كلها تابعة لله -جل وعلا-، كلها الأصل أنها مجرورة، لكن يجوز الرفع وهو الذي اعتمده، يعني أنه قطعها وأثبت مبتدأ مقدر هو حي عليم قادر موجود، بدليل أن الوجود في نهاية الشطر الثاني مرفوع، فلا بد أن تكون مرفوعة.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فيقول المؤلف، الناظم السفاريني -رحمه الله- تعالى في البيت الرابع من مقدمة، أو من خطبة المتن يقول:
ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى
ثم الصلاة يعني بعد الحمد، بعد البسملة والحمد يثلث بالصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- امتثالاً لقوله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب]، ولذا قال: ثم الصلاة والسلام سرمدا، يعني دائما وأبدا، دائمان لا ينقطعان.
على النبي المصطفى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب] ولا يتم امتثال الأمر في الآية إلا بالجمع بين الصلاة والسلام، ولذا جمع بينهما الناظم ثم قال: قال:
ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى
بهذا يتم الامتثال.
"الصلاة" هي: ذكر الله -جل علا- وثناءه على نبيه في الملأ الأعلى، ذكره وثناءه عليه في الملأ الأعلى كما علقه الإمام البخاري عن أبي العالية.
وجاء عن ابن عباس: إن الله وملائكته يصلون: يبركون، يبركون ولكن ما علقه البخاري عن العالية جازماً به هو المرجح عند أهل العلم، وهو أن الصلاة عليه هي الثناء عليه في الملأ الأعلى.