وهنا يقول: وما يطلق عليه في باب الإخبار لا يجب أن يكون توقيفيا هذا كلام ابن القيم كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه، هذا لا يحتاج إلى نص، بمجرد الإخبار، حتى أنه في تفسير الشيخ ابن سعدي في سورة يس، {يا حسْرة على الْعباد} [(30) سورة يس]، يقول: ثم قال متحسرا على العباد، أو متوجعا قال: متوجعا، متوجعا على العباد، قائلا: {يا حسْرة على الْعباد}، التوجع بالنسبة إليه -جل وعلا- هذا ليس بوارد وفي بعض النسخ: مترحما، والصورة واحدة في الكتابة، قريبة جداً، متوجعاً ومترحماً، الصورة قريبة، لا سيما عند بعض الناس الذي لا يحقق الحروف، وأثبت في بعض النسخ هذا وأثبت هذا، والذي حقق الكتاب يدافع عما أثبته بقوله: متوجعا، إن هذا من باب الإخبار عن الله -جل وعلا-، لكن مسألة التوجع فيها شيء من النقص، التوجع فيه شيء من النقص، بينما الترحم لا، فلا شك أن الترحم أولى من التوجع.
طالب:. . . . . . . . .
ويش يقول.
الشيخ عبد الله بن بطين -رحمه الله- في حاشيته يقول: ليس في كلام المؤلف ما يدل صراحة على أن الباقي من أسماء الله الحسنى، ولم أجد حتى ساعتي هذه ما يدل على أنه من أسماء الله، وإن كان في القرآن قد أضيف البقاء إلى الله تعالى في قوله: {ويبْقى وجْه ربّك} [(27) سورة الرحمن]، لكن التعبير عن الصفة بالفعل لا يعني أن نشق له منها اسم، ولذلك لم يشتق لله اسم من نحو {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [(15) سورة البقرة]، {وَيَمْكُرُ اللهُ} [(30) سورة الأنفال]، {وَأَكِيدُ كَيْدًا} [(16) سورة الطارق]، {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا} [(47) سورة الذاريات]، {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَ} [(48) سورة الذاريات]، وأمثال ذلك، لكن الباقي إن ثبت أنه من أسماء الله وجب إثباته، وإلا فلا نطلقه على الله، وإن كان الإخبار به عنه سائغا فباب الإخبار أوسع، وفي القرآن ما دل على هذا المعنى وزيادة، وهو قوله: "الآخر" فإن معناه الذي ليس بعده شيء، والله أعلم.
مثل ما قررناه كما سمعتم.