أما دقائق مسائل الاعتقاد فهذه لا شك أن تكليف العوام بها من باب تكليف بما لا يطاق، أو بالمحال بالنسبة لهم، وأما الأمور الإجمالية فلا يعذر فيها، مثل الأركان، مع أن بعض العامة الذين جهلهم مطبق قد يصدر منهم أشياء، أو يتلفظون بأمور لو تلفظ بها من يعرف لم. . . . . . . . .

يقول -رحمه الله-:

صفاته كذاته قديمة ... أسماءه ثابتة عظيمة

لكنها في الحق توقيفية ... لنا بذا أدلة وفية

يعني مثل ما يقرر أهل العلم أن الصفات سواءً كانت ذاتية، أو فعلية، أو خبرية قديمة، ولا شك أن الصفات الذاتية، والخبرية المتعلقة بذاته التي لا تنفك عنه قديمة بقدمه، يعني أزلية؛ لأنه هو الأول، الذي ليس قبله شيء، أما الصفات الفعلية فأنواعها قديمة، مثل الخلق والرزق، والكلام مثلاً، والاستواء، والنزول، هذه متنوعة، الكلام قديم النوع متجدد الآحاد، يعني تكلم في الأزل ويتكلم بما شاء متى شاء، متى شاء طيب، الرزق هو متصف به، الخلق هو متصف به، لكن آحاده خلق فلان، وإلا رزق فلان وإلا، لا شك أن الآحاد حادثة، الاستواء قديم وإلا حادث؟ نتصور استواء قبل خلق العرش؟ نعم.

أو نزول قبل خلق السماوات؟ ما يتصور، هذه ربطت بأشياء وجدت معها، فلا يطلق القول بأنها قديمة أو ليست بقديمة، لا سيما على المعنى الذي يريدونه من قديمة، وإن كان النزاع في إثبات لفظ القديم ووصف الله -جل وعلا- بأنه قديم، والخلاف فيه ظاهر، والوارد فيه هو الأول، فصفات الباري -جل وعلا- بعضها ما هو بالنسبة لنا أبعاض، يعني ما نقول بالنسبة لله -جل وعلا- أبعاض، لكن ما هو بالنسبة لنا أبعاض، السمع والبصر واليد هذه قديمة، وأما بالنسبة للصفات الفعلية فإنها منها ما هو قديم النوع حادث الآحاد، ومنها ما هو حادث بحدوث ما علق به، كالاستواء لا يتصور استواء قبل خلق العرش، ولا يتصور نزول قبل خلق السماوات.

فقوله: صفاته كذاته قديمة هذا يحتاج إلى شيء من التفصيل على الخلاف في إثبات القِدم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015