والإعجاز منه حصل بسورة يحتمل الإعجاز هذا مبتدأ وجملة حصل بسورة منه هذا خبر المبتدأ هذا أولى ولو جعلت منه الإعجاز من ذلك الكلام الإعجاز ثم وقفت أو جعلت الجملة حصل بسورةٍ أنها في موضع نصب حال أيضًا صح، لكن الأولى جعل (الإعْجازُ) مبتدأ وجملة حصل بسورةٍ منه يعني من ذلك الكلام (ومِنْهُ الإعْجازُ) إذًا أَخْرَجَ ماذا هذا الفصل الثالث؟ أخرج الحديث القدسي لأنها نزلت كلام الله تعالى نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنها ليست معجزة لماذا؟ لأنه أسقط حد أو الفصل الرابع الذي ينبغي أن يُذكر وهو متعبدٌ بتلاوته فحينئذٍ ينبغي إخراج الأحاديث الربانية القدسية التي يقول فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى هذا يُسمى حديثًا قدسيًا الذي يصرح به «قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي»، «قال الله تعالى: يا عبادي» ... الحديث. فنقول: هذا حديثٌ قدسي واختلف العلماء هل لفظه ومعناه من عند الله أم أنه المعنى من عند الله واللفظ من عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
إذا قلنا: المعنى من عند الرب جل وعلا واللفظ من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا إشكال أنه خالف لا إشكال لماذا؟
لأنه لم ينزل من عند الرب جل وعلا، والكلام هنا في كلام الله (الْمُنْزِلُ) وهذا لم ينزل لفظه لم ينزل وإن كان المعنى من عند الرب جل وعلا.
وإذا قيل بأن لفظه ومعناه نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - حينئذٍ لا بد من إخراجه وفصله عن القرآن، فكونه معجزًا - الذي هو القرآن - ينفك وينفصل عن الحديث القدسي، ولذلك أثبت أهل العلم فروقًا بين الحديث القدسي والقرآن وهو:
أن القرآن معجزُ بلفظه، والحديث القدسي ليس معجزًا بلفظه.
القرآن لا يجوز روايته بالمعنى، والحديث القدسي يجوز روايته بالمعنى.
القرآن متعبدٌ بتلاوته، والحديث القدسي ليس كذلك.
القرآن في الأصل لا يكون إلا متواترًا، والحديث القدسي منه الصحيح ومنه الضعيف بل الموضوع.
القرآن على قول الجمهور لا يجوز قراءته للجنب والحائض، والحديث القدسي ليس كذلك.
القرآن إذا أَنْكَرَ حرفًا واحدًا متفقًا عليه بين القراء كَفَرَ، والحديث القدسي لو أنكر حرفًا واحدًا ليس معلومًا من الدين بالضرورة نقول: لم يكفر.
إذًا فرقٌ بين الحديث القدسي والقرآن.
(ومِنْهُ الإعْجازُ بِسُورَةٍ حَصَلْ) قلنا: أن الإعجاز حاصلٌ بلفظ القرآن. هل المقصود أنه باللفظ فقط أم من جهاتٍ متعددة؟ القرآن معجز تحدى العرب وهو معجزٌ بلفظه يعني بألفاظه ومعانيه وأوامره ونواهيه وأخباره وقصصه وكل ما ذكر من موضوعات القرآن فهو معجز فأحكامهما كلها عدل وأخبارها كلها صدق، حينئذٍ لا يختص اللفظ فقط لماذا؟ - وإن ذكر المعجز بلفظه - لأن المقام مقام تحدي لكن نحن نفهم أن عموم الإعجاز حاصلٌ لعموم موضوعات القرآن في أوامره ونواهيه وأخباره وقصصه، أما بالنسبة للمخالفين فحينئذٍ الحاصل فيه اللفظ باللفظ، ولذلك ذكرت مسألة هنا وهي كونهم عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن هل هو لعجزهم وضعفهم أم ما يُسمَّى ... بالصرفة، يعني صُرفوا مع قدرتهم؟