أما مسماه في الاصطلاح يعني الشرعي المشهور في تعريفه بالطبع لا يمكن في مثل هذا أنه يُؤتى بحد على طريقة المناط إلا اللهم في حالة واحدة. إذا قيل: ما هو القرآن؟ وأردت تعريف القرآن بحد تام يصدق على مسمى القرآن حينئذ تقول: إذا أريد تعريف القرآن بحد تام لا يَدْخُلُ فيه غيره ولا يخرج عنه فرد من أفراده تقول: القرآن هو: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 1، 2] وتقرأه من أوله إلى {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ... [الناس: 6] صحيح إذا أُرِيد تعريف القرآن بحد شامل ما يُسمَّى بالحد الحقيقي لا يخرج عنه فرد من أفراده ولا يدخل فيه غيره ولا يَرِدُ عليه غيره أي إيراد فتقول: القرآن هو: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ثم تقرأ القرآن كاملاً إلى آخره، وأما ما عداه فحينئذٍ لا بد من التقريب فقط ولو طبقت عليه من باب الإخراج والإدخال هذا من باب التقريب ولذلك يسمى رسمًا، أما الحد الحقيقي فهو كما ذكرناه، وذلك بعضهم يدخل قيدًا وبعضهم يخرج الآخر وهلم جر يعني: يختلفون في القيود التي يمكن أن يُحَدَّ بها القرآن. والمسلم لا يحتاج أن يُعَنْوَنُ له فيقال: القرآن كلام الله إلى آخره إلا من باب إثبات أنه صفة لله عز وجل وما زاد على ذلك فهو معلوم والمشهور في تأليفه أنه: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد - صلى الله عليه وسلم - المتعبد بتلاوته المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس. وسيأتي أنه زاد في النظم هناك في المقدمة: المعجز بلفظه. وسيأتي أنه هذا من فوائده.
إذا قيل: بأن هذا هو مسمى القرآن نحن نُفسر الآن ما هو؟ نُفسر مسمى القرآن عندنا اسم وعندنا مسمى، لو قيل: ما الدليل على أن هذا التعريف هو مسمى القرآن؟ لو قال لك قائل: ما الدليل أنت الآن تقول الله عز وجل بقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي} [الإسراء: 9]. وأنت تقول: أن هذا القرآن مسماه كلام الله تعالى إلى آخره ما الدليل؟ نقول: الدليل قوله جل وعلا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً} [الإنسان: 23]. فدل على أن المنزل هو القرآن وليس ثم منزل إلا كلام الرب جل وعلا كذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2]. فدل على أن المنزل هو: القرآن. وهو: كلام الرب جل وعلا. إذًا كلام الله فكلام هذا على اصطلاح المناطقة جنس يشمل كل كلام، كلام الإنس، كلام الملائكة، كلام الجن إلى آخره كل من يمكن أن يتكلم فيصدق عليه أنه كلام، لما أريد تقيده وإخراجه ما عدا كلام الرب جل وعلا أضيف لأن التقيد إما أن يكون بوصف أو بإضافة «خمس صلوات» حصل التقييم هنا بماذا؟
بالإضافة، {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ} [البقرة: 221] حصل هنا بالوصف.