أولاً: كل سورةٍ وهذه الضوابط أغلبية ليست كلية مطردة وإنما في الأغلب الأكثر كل سورةٍ فيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وليس فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} فهي مَكِّيَّة إلا سورة الحج ففي آخرها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: 77]. وبعضهم يرى أن هذه الآية الأخيرة مَكِّيَّة إذًا كل سورة اشتملت على قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وليس فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} حكمنا عليها لأنها مَكِّيَّة لماذا؟ لأن {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} هذا خطابٌ يشمل المؤمن والكافر وأهل مكة آمن بعضهم وإن كانوا قلة لكن في الجملة هم كفار فحينئذٍ يخاطبون بـ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} هذا شامل، وهذا من أدلة أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لأنهم داخلون في هذا العموم وكذلك ألحق بعضهم بهذا اللفظ {يَا بَنِي آدَمَ} هذا يشمل الكافر والمؤمن فلا يختص بالمؤمنين لأن الخطاب في المدينة الغالب بل الأصل أنهم مؤمنون فحينئذٍ إذا خوطبوا بـ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} نظر إلى الجملة وإلى الأغلب، أما الْمَكِّيّ فهذا بـ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، {يَا بَنِي آدَمَ}.
فإذًا كل صورةٍ فيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وليس فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} فهي مَكِّيَّة إلا سورة الحج ففي آخرها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}.
طيب سورة البقرة فيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} [البقرة: 21] كيف نقول: مَدَنِيَّة فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]. والضابط هنا كل سورةٍ فيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وليس فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}، وهذه فيها سورة البقر فيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وفيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} الضابط ما هو؟ إثبات ونفي، الإثبات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وليس فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} إذا اجتمعا حينئذٍ ليس من ضوابط الْمَكِّيَّة ولذلك استثني ماذا؟ استثني سورة الحج.
الثاني: كل سورةٍ فيها سجدة فهي مَكِّيَّة.
الثالث: كل سورةٍ فيها قصة آدم وإبليس فهي مَكِّيَّة سوى سورة البقرة.
الرابع: كل سورةٍ فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة الخالية فهي مَكِّيَّة سوى البقرة كذلك.
الخامس: كل سورةٍ فيها لفظ: {كَلَّا} فهي مَكِّيَّة {كَلَّا} هذا حرف زجر وردع لماذا؟
لأنهم قالوا: لماذا وجد في السور الْمَكِّيَّة دون الْمَدَنِيَّة؟
لأن الْمَكِّيَّ كما سيأتي من خصائصه القوة والشدة في العبارة لماذا؟
لأن فيه جبابرة معاندين، جبابرةٌ معاندون مشاقون حينئذٍ ناسب أن يُؤتى بلفظٍ شاق {كَلَّا} إذًا كل سورةٍ فيها لفظ {كَلَّا} فهي مَكِّيَّة، ولم ترد إلا في النصف الأخير من القرآن الخمسة عشرة الأخيرة، ووردت ثلاثًا وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة في لفظ {كَلَّا}، فدل على أن هذا خمس عشرة سورة نقول: هذه مَكِّيَّة.
سادس: كل سورةٍ تفتتح بحروف التهجي فهي مَكِّيَّة سوى الزهراوين البقرة وآل عمران واختلف في الرعد والصحيح أنها كما سبق مَدَنِيَّة، هذا من حيث الضوابط اللفظية.