المتقدمون لهم كتب في الإعراب، النحاس له إعراب، العكبري له إعراب، لكن إعراب القرآن عند المتقدمين يصلح لطالب العلم المتمكن المتأهل؛ لأنه يحسن التعامل معها، وبعضهم يعرب بألفاظ قد لا تكون متداولة بين المتأخرين، وهذا شأن المتقدمين، يعني لو قرأت في تفسير الطبري وجدته يعرب بعض الكلمات باصطلاحات لا نعرفها، ولا يعرفها آحاد المتعلمين.

أبو حيان أقرب من الطبري؛ لأنه بعد أن استقر الاصطلاح على المصطلحات المعروفة عندهم، التي تعارفوا عليها، المتأخرون بسطوا الإعراب ووضحوه وسهلوه لطالبه، وأقول: ينبغي لطالب العلم أن يدرس العربية ثم يعرب القرآن ليختبر نفسه من غير رجوع إلى كتاب، ثم يختبر عمله بمقارنته بكتاب من كتب المعاصرين الذين بحثوا أو أعربوا القرآن بالتفصيل وبوضوح، أعربوا كل حرف في القرآن، المتقدمون لا يعربون الظاهر، وقد يكون ظاهر عندهم وخفي كل الخفاء عند بعض المتأخرين، نعم، فيعتمد في إعرابه على كتب المتأخرين، لا بأس بعد أن يقرأ كتب العربية، ويتمرن عليها فيقارن ما يعربه بإعراب محي الدين درويش مثلاً كتاب جيد، أو كتاب الصافي، أو غيرها من الكتب، المقصود أن كتاب درويش مفضل عندي على غيره نعم.

أحسن الله إليكم.

وإن كان للشيخ رأي في المسألة.

لا، منكم نستفيد يا شيخ، جزاكم الله خير.

يقول: أنا أقرأ كثيراً في التفسير، ولكني ترددت في قراءة تفسير الظلال؛ لأنني سمعت من يحذر منه، وسمعت في المقابل من يرغب فيه، فما رأي فضيلتكم نفعني الله بكم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015