والتابعي يروي التفسير والقراءة عن الصحابي، وهو يعرف الفرق بين التفسير والقراءة، ويمايز بينهما، ولو كانا من باب واحد، لما كان هناك فائدة في قوله: «قرأ فلان ...».

الثاني: أن قوله: بأنها قراءة تفسيرية فيه اتهام للتابعي بالعيّ في إيصال المعلومة واتهام له بعدم فهم شيخه.

الثالثة: أنه قد ثبت عنهم قراءات ليس فيها زيادة، ولم يُحكم عليها بأنها تفسيرية، وأسلوب روايتها لا يختلف عن هذه القراءات التي فيها زيادات؛ لذا لا يستقيم أن نقول إنها تفسير مع أن التابعي قال إنها قراءة.

ومما ورد من الآثار مما يجمع بين منسوخ التلاوة والحكم، ومنسوخ التلاوة دون الحكم، ما ورد في صحيح مسلم عن عائشة قالت: «كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرِّمن ثم نسخن بخمس معلومات يحرِّمن، وتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي فيما يُقرأ من القرآن» (?).

ومعنى الخبر:

1 - أنه نزل عشر رضعات، وكانت تُقرأ.

2 - ثم نزل خمس رضعات، وكانت تقرأ.

3 - ثم وقع للخمس رضعات نسخٌ في التلاوة، وبقي حكمها معمولاً به.

4 - صارت العشر رضعات مما نُسخ تلاوة وحكماً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015