والإلال: الحراب، الواحد ألأة، واللآلي: الدر، واحدها: لؤلؤة، والسعالي: جمع سعلاة، وهي الغول التي تتمثل من الجن في الفلوات، والإبل الأبال: التي طال مكثها في المرعى، وهي لا تركب ولا يحمل عليها، وقد صارت كالمتوحشة، الواحدة آبل.
فيقول مخاطبا للممدوح عضد الدولة، ومشيرا إلى الوجهة التي وصفها في صيده، وإلى إنصرافه عنها: يا أكرم من سافر وقفل، وأفضل من حل ونزل، لو شئت بما حكم الله لك به من السعادة، وقصره عليك من الجلالة والسيادة، لصدت الأسد بالثعالب، انقيادا من جميع الحيوان لك، ولما امتنع عليك ذلك، لما وصله الله من التمكين بك، ولو شئت؛ لقدرتك على الأعداء، ونفاذ إرادتك في جميع الأشياء، لغرقت أعداءك بالآل، تيقنا منهم لقدرتك، ولغلبت أهل الجبر على شجاعتهم، خضوعا لهيبتك. وأن لم تكن هذه العبارة في نص لفظه، فهي مفهومة من حقيقة قصده.
ولو استعملت فيمن يقاتلك مكان الرماح النافذة، حسان اللآلئ الرائقة، لقتلت بها مع بعدها من القتل، ولبلغت بها غاية ما تقصده من الفعل.
ثم قال على نحو ما قدمه من مخاطبة عضد الدولة، والإشارة إلى الوجهة التي انصرف عنها من صيده: لم يبق لك بعد ما ذللت من ملوك البلاد، وبلغت فيهم من غاية المراد، وأظهرت من الاقتدار على الوحوش النافرة، والتملك لها في قلل الجبال الشامخة، غير طرد سعالي الجن التي تتمثل في الفلوات في حناديس الظلم، التي لها فيها أشد السطوات على ظهور الإبل المؤبلة التي لا تركب، فلو فعلت لحكم لك السعد في ذلك بأفضل ما ترغب.
ثم قال: فقد بلغك الله في مقاصدك غاية ما أملته، وقرب لك من ذلك أغبط ما حاولته، فلم تدع شيئا من الأشياء إلا ما يستحيل البلوغ إليه، ولا فاتك إلا ما لا