رَأوْكَ لَمَّا أَتَوكَ نابِتَةً ... يَأكُلُها قَبْلَ أَهلِهِ الرَّائِدْ

وَخَلِّ زِيّاً يُحَقِّقُهُ ... ما كُلُّ دَامٍ جَبِنُهُ عَابِدْ

وهسوذ: ترخيم وهسوذان في غير النداء، وذلك جائز في الشعر، والرائد: هو الذي يطلب المرعى لمن وراءه.

فيقول: فأغتظ يا وهسوذان من فناخسرو وأبيه وجماعتهما، بقوم ما خلقوا إلا ليغيظوا أعداءهم بقوة سلطانهم، ويشجوا حسادهم بترادف تفضلهم وإحسانهم.

ثم قال مشيرا إلى فناخسروا وأبيه وجيوشهما، ومن ورد على وهسوذان من قوادهما: رأوك احتقارا لك، وقدروك في قلة الاحتفال بك، بمنزلة المرعى الذي يستمحيه الرائد قبل أن يرد عليه من أرسله، ويستأهله قبل أن يلحق به الحي الذي وجهه؛ لأنك أهلكك طرف من جيشهما، واستولى عليك من لم يخش به من جمعهما.

ثم قال: وخل الملك والتزيي به، والترؤس والتعرض له، لمن يحقق ذلك بفخامته، ويوفيه شروط بمنصبه وجلالته، فليس كل من دمي جبينه ينسب إلى العبادة، ولا كل من انتحل الإمرة يقوم بشروط الرئاسة.

إن كَانَ لا يَعْمَدِ الأَمِيرُ لِمَا ... لَقِيتَ مِنْهُ فَيُمنُهُ عَامِدْ

يُقلِقُهُ الصُّبْحُ لا يَرَى مَعَهُ ... بُشرى بِفَتحٍ كَأَنَّهُ فَاقِدْ

الفاقد: الذي يفقد من يكرم عليه، يقال ذلك للرجل والمرأة.

فيقول، وهو يخبر عن فناخسرو، ويخاطب وهسوذان: إن كان لم يتعمد الأمير ما لقيت منه في افتتاح جيوشه لقاعدتك، وإيقاعهم بك وبجماعتك؛ لما قدر عليك من حين الاعتراف، وما تخيرت لنفسك من مكروه الخلاف، فيمنه اعتمد التحين لك، وصالك حتى نفذ الإيقاع بك.

ثم قال، وهو يريد فناخسرو يقلقه صباح يوم ولا يبشر فيه بفتح يقدم عليه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015