بالتخفيف: لغة في أملوا، يدل على ذلك آمل، ومؤمل لا يكون إلا من أمل مثقل، وعاذ: لجأ.

فيقول، - وهو يريد الروم -: فرموا بالقسي التي كانوا يرمون عنها، وولوا هاربين، وأدبروا منهزمين، يطؤون كل حنية مرنان من قسيهم، وينبذون كل ما كانوا يستعملونه من سلاحهم.

ثم قال: يغشاهم من سلاح سيف الدولة ما هو كمطر السحاب في كثرته، وفي تتابعه وسرعته، إلا أنه مفصل بالسيوف المهندة، والرماح (. . . . . . . . . . .) المحدودة.

ثم قال: حرموا الذي أملوه من الظفر في حربهم، والإنجاح في سعيهم، ومن تتبع ذلك (. . . . . . . . . . .) قصاراه، والحتف ماله، وأدرك آماله منهم من ألجأ إلى الحرمان نفسه، مستنفدا في الفرار جهده، وكان (. . . . . . . . . . . . .) عليه غنما أدركه، ورجاء بلغه.

وإذا الرَّمَاحُ شَغَلْنَ مُهْجَةَ ثَائِرٍ ... شَغَلَتْهُ مُهْجَتُهُ عَن الإخْوَانِ

هَيْهَاتَ عَاقَ عَنِ العِوادِ قَوَاضِبٌ ... كَثُرَ القَتِيْلُ بِهَا، وَقَلَّ العَانِي

وَمُهَذَّبٍ أَمَرَ المَنَايَا فِيْهِمُ ... فَأَطَعْنَهُ في طَاعَةِ الرَّحْمانِ

الثائر: الذي يطلب بدم وليه، والعواد: المعاودة، والقواضب: السيوف القواطع، والعاني: الأسير.

فيقول: وإذا الرماح شغلن مهجة ثائر بمطالبة نفسه، والإشراف على حتفه، شغلته مهجته على إخوانه وأحبته، وألهته عن الأقربين من ذوي مودته و (. . .)، كذلك كان المتخلص بالهرب من الروم في هذه الوقعة، مشغولا بنفسه عمن تخلفه من أهله، ومن أسلمه من قرابته (. . . . . .).

ثم قال: هيهات، عاق الروم عن معاودة سيف الدولة ومناصبته، وأقعدهم عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015