وزبر الحديد: (. . . . . . . . . . . .).

فيقول لسيف الدولة: وعلى الدروب في حين اعتراض الروم (. . . . . . . . . . .)، وضعف يتعلق بك، والتوقف لا يحسن والنهوض ممتنع لا يمكن.

ثم قال على نحو ما قدمه: وقد ضاقت مسالكها بالتفاف الرماح، وامتنع السير فيها لتكاثر السلاح، والكفر قد تداعت على الإيمان ضروبه، وتناصرت على الإيقاع به جموعه.

ثم قال: نظروا - يريد الروم - في ذلك الموقف إلى البيض في رؤوس فرسانك، وكأنها زبر حديد ماثلة، تحملها بين مناكبها عقبان طائرة، يصاولونهم فيستعلون عليهم، ويقصدونهم فيتسابقون إليهم.

وَفَوارِسٍ يُحْيِي الحِمَامُ نُفُوسَهَا ... فَكَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنَ الحَيَوانِ

مَا زِلْتَ تَضْرِبُهُمْ دِراكاً في الوَغَى ... ضَرْبَاً كَأَنَّ السَّيْفَ فِيْهِ اثْنانِ

خَصَّ الجَمَاجِمَ والوُجُوهَ كَأَنَّمَا ... جَاَءتْ إليكَ جُسومُهُمْ بِأَمَانِ

الحِمامُ: الموت، والحيوان: ما كان فيه حياة وحركة، والدراك: التتابع، والوغى: الحرب، والجماجم: الرؤوس.

فيقول، - وهو يريد الروم -: ونظروا من فرسان سيف الدولة إلى فوارس كأن الموت يحيي أنفسها لسرورها به (. . . .)، فهم يتبادرون إليه، غير مستوحشين منه، ويقدمون عليه غير منحرفين عنه، حتى كأنهم ليسوا من الحيوان (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .).

فَرَمَوْا بِمَا يَرْمُونَ عَنْهُ وأَدْبَرُوا ... يَطَؤونَ كُلَّ حَنِيَّةٍ مِرْنَانِ

يَغْشَاهُمُ مَطَرُ السَّحَابِ مُفَصَّلاً ... بِمُهَنَّدٍ، ومُثَقَّفٍ وَسِنَانِ

حُرِمُوا الَّذي أَمَلُوا، وأَدْرَكَ مِنْهُمُ ... آمالَهُ مَنْ عَاذَ بالحِرْمَانِ

الحنية: القوس، والمرنان: التي تصوت عند الرمي، والمثقف: المقوم، وأملوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015