وَكَانَ هَدِيراً من فُحُولٍ تَرَكْتها ... مُهاَّبَةً الأَذْنابِ خُرْسَ الشَّقائِقِ

ثم قال له: وكان ما أظهرته العرب من معصيتك هديراً أسكته، وإسعالاً أذهبته، وتركت قروم تلك القبائل، وفحول تلك العشائر، كفحول الإبل التي تستذل بهلب أذنابها، وتسكتها الغلبة فتنقطع أصوات شقاشقها. يشير إلى أن سيف الدولة أذل عز أولئك الأعراب بغلبته لهم، وأذهب تطاولهم بإيقاعه بهم.

فَمَا حَرَموا بالرَّكْضِ خَيْلَكَ رَاحةً ... وَلَكِنْ كَفَاها البّرُّ قَطْعَ الشَّوَاهِقِ

ثم قال مخاطباً له: وما عاقوك بما تكلفته من اقتحام الفلوات عليهم عن لذة، ولا منعوا بذلك خيلك من راحة، ولا أخرجوك عن عادتك، ولا عدلوا بك عن طريقتك، ولكن فلواتهم التي اقتحمتها كفت خيلك شواهق الجبال؛ جبال الروم التي تركتها.

وَلاَ شَغلوا صُمَّ القَنَا بُقُلُوبِهْم ... عن الرَّكْزِ لَكِنْ عَنْ قُلوبِ الدَّمَاسِقِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015