ما تحتشي به أعين الفرسان، يريد: أن سيف الدولة أتاهم بخيله، وهي طالبة لهم تتسابق، ومسرعة تتبادر، لم تتوقف عنهم محجمة، ولم تتأخر عن الاقتحام عليهم متهيبة.
عَوَابِسَ حَلْيٍ يَابِسُ الماءِ حُزْمَها ... فَهُنَّ عَلَى أَوْسَاطِها كاَلَمناطِقِ
ثم قال، يصف تلك الخيل: عوابس لما لحقها من الركض، متغيرة الوجوه لما نالها من شدة الطلب، قد يبس ماء عرقها على الحزم في أوساطها، فصار كأنه حلي قصد، وتفضيض اعتمد، وبدت تلك الحزم في أوساط تلك الخيل، كالمناطق التي يشملها التزيين، ويحاول فيها التحلية والتحسين.
فَلَيْتَ أَبَا الهَيْجاَ يَرَى خَلْفَ تَدْمُرٍ ... طِوالَ العَوَالي في طِوَالِ السَّمَالقِ
ثم يقول: فليت أبا الهيجاء أنسيء عمره، وتأخر يومه، حتى يرى خيل سيف الدولة؛ علي ابنه، وقد أجفلت العرب من مخافتها، وتجاوزت في