ثم يقول لسيف الدولة: نثرت الروم على الأحيدب؛ هذا الجبل، بهزيمتك لهم، ووقيعتك التي أوقعتها بهم، كما تنثر الدراهم على العروس لتنتهب، وتفرق عليها لتؤخذ وتسلب. فأشار إلى أن سيف الدولة يحكم في الروم بالقتل والأسر، ونثرهم فوق الأحيدب أبلغ النثر.

تَدُوسُ بِكَ الخيلُ الوُكُورَ على الذُّرَى ... وَقَدْ كَثُرَتْ حَوْلَ الوُكُورِ المَطَاعِمُ

ثم قال مخاطباً له: تدوس بك الخيل في آثار الروم وكور الطير على رؤوس

الجبال، وقنن الأوعار، وقد كثرت المطاعم حول تلك الوكور؛ بكثرة من قتلته هنالك خيلك، ومن أدركه من الروم جيشك. وأشار بما ذكره إلى كثرة الجثث حول وكور الطير مع انتزاح مواضعها، وامتناع أماكنها، إلى ما كان عليه الروم من شدة الهرب، وما كان أصحاب سيف الدولة عليه من شدة الطلب، وأنهم أدركوهم على رؤوس الجبال، وقتلوهم في أبعد غايات الأوعار.

تَظُنُّ فِراخُ الفُتْخِ أَنَّكَ زُرْتَها ... بأُمَّاتِهَا وَهِي العِتَاقُ الصَّلادِمُ

ثم يقول لسيف الدولة: تظن فراخ الفتخ، لكثرة ما صيرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015