ومد قويق؛ وهو نهر بحلب، فأحاط بدار سيف الدولة، فخرج أبو الطيب من عنده، فبلغ الماء إلى صدر فرسه، فقال:

حَجَّبَ ذا البحرَ بِحَارُ دُونَهُ ... يَذُمُّها قَوْمُ وَيَحْمَدُونَهُ

حجب: إذا ثقل، تكثير حجب إذا خفف.

فيقول، مشيراً إلى سيف الدولة: حجب ذا البحر من النهر الذي فاض حول قصره بحار تمنع منه، وتصد قاصديه عنه، فهي تذم لأنها تعوق عن قصده، وهو يحمد لما يبذله من فضله.

يَا مَاءُ هَلْ حَسَدْتَنَا مَعِينَهُ ... أم اشْتَهَيْتَ أَنْ تُرَىَ قَرِينَهُ

المعين: الماء الجاري.

ثم قال: يا ماء هل حسدتنا في بذله، أم ارتجيت أن تقارنه في جلالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015