وقال أيضاً:
إذَا اعْتَلَّ سَيْفُ الدَّوْلَةِ اعْتَلَّتِ الأَرْضُ ... وَمَنْ فَوْقَها والبَأْسُ والكَرَمُ المَحْضُ
المحْضُ: الخَالِصُ.
فيقول: إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض بعلته، واختلت لاختلال حالته، وكذلك من فوقها من الناس، وخالص الكرم والبأس، كل ذلك بألمه، ويشكو ما يشتكيه من وجعه؛ لأنه ولي النعم، والمتفرد بالبأس والكرم.
وكَيْفَ انْتِفَاعي بالرُّقَادِ وإنَّمَا ... بِعِلَّتِهِ يَعْتَلُّ في الأَعْيُنِ الغُمْضُ
ثم قال: وكيف انتفع بالرقاد مع ما شكاه، وآلفه مع ما عراه، وعلته تطرد النوم بالسهر، وتبعث في القلب شواغل الفكر.
شَفَاكَ الَّذي يَشْفِي بِجُودِكَ خَلْقَهُ ... فَإنَّكَ بَحْرُ كُلُّ بَحْرٍ لَه بَعْضُ
ثم قال، داعياً لسيف الدولة، ومخاطباً له: شفاك الذي جعل جودك شفاء للخلق، ومادة من مواد الرزق، فإنك بحر من الكرم، كل بحر جزء منه، وكل مجد محمول عنه.