فيها ولا يقيل، ويسير ولا يريح.

فَلَمَّا تَجَلَّى مِنْ دَلُوكَ وَصَنْجَةٍ ... عَلَتْ كُلَّ طَوْدٍ رَايَةُ وَرَعيلُ

تجلى: ظهر، ودلوك وصنجة: بلدان من بلاد الروم، والطود: الجبل، والرعيل: الجماعة من الناس.

ثم قال: فلما طلع سيف الدولة من دلوك وصنجة، انتشرت جيوشه، وبدت له في كل جبل راية ماثلة تتلوها جماعة ناهضة.

عَلَى طُرُقٍ فيها على الطُّرْقِ رِفْعَةُ ... وَفي ذِكْها عِنْدَ الأَنِيس خُمُولُ

ثم يقول: إن هذا الجيش سلك إلى الروم على طرق كانت ممتنعة لا تسلك، ومجهولة لا تعرف، فكانت مرتفعة على الطرق، متشرفة على سائر السبل، وفي ذكرها عند الناس خمول، لجهلهم بها، وقلة سلوكهم لها.

فَمَا شَعَروا حَتَّى رَأَوْها مُغِيرةً ... قِبَاحَاً وَأَمَّا خَلْقُها فَجَمِيلُ

ثم قال: فما شعرت الروم حتى رأوا هذه الخيل قاصدة إليهم، ومغيرة عليهم، قباحاً في أعينهم، لصنيعها فيهم، وهي مع ذلك مطهمة في خلقها، متناهية في تمام حسنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015