جهتهم، واحتداد شوكتهم، فليس لظمان وصول إليه، ولا لوارد طمع فيه، وأشار بهذا إلى أن من يحبه ممنوع منه، محجوب على القرب والبعد عنه.
أَمَا في النُّجُومِ السَّارياتِ وغَيْرِها ... لِعَيْني عَلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ دَليلُ
السرى: مشى الليل، فاستعار ذلك للنجوم، فيقول، مشتكياً لسهره، وما هو عليه من شدة كمدة: أما في النجوم السارية وغيرها مما يعرف به أوقات الليل، دليل لعيني
على ضوء الصباح وتدانيه، وانصراف الليل وتقضيه.
أَلم يَرَ هذا الليلُ عَيْنيكِ رُؤيتي ... فَتَظْهَرَ فِيهِ رِقّةُ ونُحولُ
ثم قال: مخاطباً لمحبوبته: ألم ير هذا الليل الجليل خطبه، المتصل طوله، عينيك رؤيتي لهما، ويشهد ما شهدته من سحرهما، فيقل منه ما كثر، ويقصر ما اتصل، ويرق لمن سحرتاه، ولاقي من الضعف والسقم ما ألقاه.
لَقْيِتُ بِدَرْبِ القُلَّةِ الفَجْرَ لَقْيَةً ... شَفَتْ كَمَدِي واللَّيْلُ فِيهِ قَتِيلُ
درب القلة: موضع في بلاد الروم.