ثم يقول لسيف الدولة: إني دعوتك للنوائب وصروفها، وللحوادث وخطوبها، دعوة لم أدع سامعها إلى كفؤه، ولا استصرخت المخاطب بها على مثله، وإنما دعوت منك، يريد: سيف الدولة، الكبير للصغير، والجليل لليسير.
فأَتَيْتَ مِنْ فَوْقِ الزَّمانِ ... وَتَحْتهِ، مُتَصَلْصِلاً وأَمَامِهِ وَوَرَائِهِ
الصلصلة: امتداد الصوت.
ثم قال، مخاطباً له: فأتيت من فوق الزمان وتحته، ومن أمامه وورائه، يشير بهذا
القول إلى إحاطة مقدرته بالزمن، وقسره له، واقتداره عليه، وأنه لا يخيف من منعه، لا يجير من طلبه.
مَنْ للِسُّيُوفِ بأَنْ يَكونَ سَمِيَّها ... في أَصْلِهِ وَفِرْنِدِه وَوَفَائِهِ
فرند: السيف: رونقه.
فيقول: من للسيوف، وهي حدائد لا تعقل، بأن يكون سيف الدولة سميها مع كرم أصله، وبهاء فرنده، وتكامل وفائه، وتقصير السيوف